استرسال هو ، أو تداعى حر لبقايا مشاجرات و مشاحنات كلامية فاض بها المحتوى العقلى ، فسالت كأسطر هنا ، ربما كان بينها رابط ما ، و ربما كانت كلها متفرقات و متناقضات ، فقط لتأخذ نفساً عميقاً ، و لتأتى معى لنغوص فى بحر من ترهاتى البالية ..
قديماً أيضاً علمونا أن كثرة الكلام خصلة سيئة ، و أنه حين نهم بالكلام لابد من أن يكون لهدف و له معنى ، و للتعبير عن شيئ محدد ، لكن ماذا عمن التصق بالصمت ، اصبحت حاجته للكلمات مجرد نوع من الحاجات الإرادية الجبرية ، كالتبول و الإخراج بأنواعه ، لكن عندما يصاب الإنسان بالجفاف ، فلا يبقى لدية شيئ ليخرجه ، و هكذا الكلام ، أصبت بحالة من جفاف العقل ، ففقدت القدرة على الكلام ، و عند الاستشفاء ، لم أعد كما كنت ، بل أصبح هناك عطب ما ، تصنعت البلاهة و تجاهلت ذلك العطب ، و حاولت الانخراط فى ذلك النشاط الانسانى المدعو الكلام ، فصرت أتكلم لكى أتكلم فقط ، و حينما أود التعبير عما يعتمل بداخلى ، اجدنى أتكلم بمفردات تعبر عن عكس ذلك تماماً ، فتجدنى أرقص طرباً وقتما أكون فى قمة اشتعالى غضباً ، و حينما أتحدث بصلافة غاضب لا يرى سوى نصف الكوب الفارغ قد أكون وقتها فى حالة انتشاء و سعادة . فأصبح الكلام روتيناً مقيتاً مملاً البعد عنه كسلخ الشاة قبل ذبحها ، و تحول الخرس إلى نعمة قاتلة تذهب بصاحبها إلى جنون حتمى .
لو كان أهم مقومات الحياة هو القدرة على التعايش و التواصل مع نفسك قبل من حولك ، فلم الحياة بين خيارين كلاهما لا رحمة فيه . أنصت فأجد أبليس الخبيث يهمس لى بالانتحار ، خسئت يا لعين ، اتوسوس لى بقتل نفسى ، لكن الاستمرار فى الحياة بتلك الطريقة هو انتحار مؤكد ، فما الحل إذن ؟
ألا يأتى يوم يموت فيه الجميع ، لتنتهى الحياة كافة ، و أستريح و يستريح كافة البشر ..
قديماً أفهمونا أن للصمت قدسية خاصة و هالة جلال ، فالشخص الصموت هو شخص يجيد الانصات ، يستمع ، يختزن ، يحلل ، و حين يتكلم فلا يصدر فى سوى عبارة تصيب كبد الحوار و تنهية فى الحال . أخذت بالنصيحة ، و بدأت أتابع الآخرين فى صمت ، استمع و احلل و اقارن ، و حين تكلمت ، وجدت أن ما أقول مشابه لتلك السخافات التى يقولها الآخرون ، فعدت منسحباً لصمتى ثانية ، و حين هممت بتكرار الكلام صدرت نفس السخافات ، فعدت إلى صمتى المقدس ، لكن تلك المرة صمت للصمت ، فأذناى واصلتا عملهما فى الانصات ، لكن دون وجود ذلك المُسْتَقبِل الذى يقارن و يحلل ، و اكتفيت بالصمت الفارغ و هالته المجوفة ، و لا بأس بكلمة فارغة هنا أو هناك كى يبقى اللسان (عضو الكلام) يعمل و لا يتحجر.
قديماً أيضاً علمونا أن كثرة الكلام خصلة سيئة ، و أنه حين نهم بالكلام لابد من أن يكون لهدف و له معنى ، و للتعبير عن شيئ محدد ، لكن ماذا عمن التصق بالصمت ، اصبحت حاجته للكلمات مجرد نوع من الحاجات الإرادية الجبرية ، كالتبول و الإخراج بأنواعه ، لكن عندما يصاب الإنسان بالجفاف ، فلا يبقى لدية شيئ ليخرجه ، و هكذا الكلام ، أصبت بحالة من جفاف العقل ، ففقدت القدرة على الكلام ، و عند الاستشفاء ، لم أعد كما كنت ، بل أصبح هناك عطب ما ، تصنعت البلاهة و تجاهلت ذلك العطب ، و حاولت الانخراط فى ذلك النشاط الانسانى المدعو الكلام ، فصرت أتكلم لكى أتكلم فقط ، و حينما أود التعبير عما يعتمل بداخلى ، اجدنى أتكلم بمفردات تعبر عن عكس ذلك تماماً ، فتجدنى أرقص طرباً وقتما أكون فى قمة اشتعالى غضباً ، و حينما أتحدث بصلافة غاضب لا يرى سوى نصف الكوب الفارغ قد أكون وقتها فى حالة انتشاء و سعادة . فأصبح الكلام روتيناً مقيتاً مملاً البعد عنه كسلخ الشاة قبل ذبحها ، و تحول الخرس إلى نعمة قاتلة تذهب بصاحبها إلى جنون حتمى .
لو كان أهم مقومات الحياة هو القدرة على التعايش و التواصل مع نفسك قبل من حولك ، فلم الحياة بين خيارين كلاهما لا رحمة فيه . أنصت فأجد أبليس الخبيث يهمس لى بالانتحار ، خسئت يا لعين ، اتوسوس لى بقتل نفسى ، لكن الاستمرار فى الحياة بتلك الطريقة هو انتحار مؤكد ، فما الحل إذن ؟
ألا يأتى يوم يموت فيه الجميع ، لتنتهى الحياة كافة ، و أستريح و يستريح كافة البشر ..
و هكذا احترفت الصمت بحثاً عن طريقة استحضر بها نهاية للحياة